الدعوة إلى الله...!
* لما اعتزلت الحرورية علي بن أبي طالب - أتاهم ابن عباس فرأى عليهم
آثار العبادة والاجتهاد في الدين.. فقالوا له: مرحبًا بك يا ابن عباس، ما جاء
بك؟ قال: جئت أحدثكم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزل
الوحي وهم أعلم بتأويله، فقال بعضهم: لا تحدثوه، وقال بعضهم:
لنحدثنه، قال قلت: أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله معه؟ قالوا: ننقم
عليه ثلاثًا!! قلت وما هن؟ قالوا: أولاهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال
الله -عز وجل-: }إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ{. قال قلت وماذا؟ قالوا: قاتل ولم يسب
ولم يغنم، لئن كانوا كفارًا لقد حلت له أموالهم، وإن كانوا مؤمنين لقد
حرمت عليه دماؤهم!! قال قلت وماذا؟ قالوا ومحا نفسه عن أمير المؤمنين،
فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين!! قال: قلت أرأيتم إن قرأت
عليكم من كتاب الله المحكم، وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه
وسلم ما لا تنكرون، أترجعون؟ قالوا: نعم! قال: قلت: أما قولكم إنه حكم
الرجال في دين الله فإنه يقول: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ
وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ{ إلى قوله
}يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ{ [المائدة: 95] وقال
في المرأة وزوجها: }وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا
حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا{ [النساء: 35] أنشدكم
الله أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات
بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم؟ قالوا: اللهم
في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم. قال أخرجت من هذه؟
قالوا اللهم نعم! قال: وأما قولكم إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم؟
أتسبون أمكم ثم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها؟
فقد كفرتم.
وإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم
من الإسلام، وإن الله -عز وجل- يقول:
}النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ{
[الأحزاب: 6]
فأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم، أخرجت
من هذه؟ قالوا اللهم نعم! قال وأما قولكم محا نفسه من
أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعا قريشًا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابًا،
فقال: «اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله»
فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك
عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال:
«والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب يا علي
محمد بن عبد الله» فرسول الله كان أفضل من علي..!
أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم.. فرجع منهم
عشرون ألفًا، وبقي أربعة آلاف فقتلوا..!
لا تتمنى مشهدًا غيبك الله عنه..!!
* مر رجل بالمقداد بن الأسود فقال:
طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت فالتفت إليه المقداد
فقال: ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرًا غيبه الله -عز وجل- عنه،
لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟! والله لقد حضر رسول الله صلى
الله عليه وسلم أقوام كبهم الله -عز وجل- على مناخرهم في جهنم لم
يجيبوه ولم يصدقوه.. أو لا تحمدون الله إذا أخرجكم الله -عز وجل- لا
تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم -عليه السلام- وقد كفيتم
البلاء بغيركم؟ والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد
حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية، ما يرون دينًا أفضل
من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، وفرق بين
الوالد وولده، حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرًا وقد فتح
الله -تعالى- قفل قلبه للإيمان، ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر
عينه وهو يعلم أن حميمه في النار، وأنها للتي قال الله
-عز وجل-:
}رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ{
[الفرقان: 74]..!
* لما اعتزلت الحرورية علي بن أبي طالب - أتاهم ابن عباس فرأى عليهم
آثار العبادة والاجتهاد في الدين.. فقالوا له: مرحبًا بك يا ابن عباس، ما جاء
بك؟ قال: جئت أحدثكم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزل
الوحي وهم أعلم بتأويله، فقال بعضهم: لا تحدثوه، وقال بعضهم:
لنحدثنه، قال قلت: أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله معه؟ قالوا: ننقم
عليه ثلاثًا!! قلت وما هن؟ قالوا: أولاهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال
الله -عز وجل-: }إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ{. قال قلت وماذا؟ قالوا: قاتل ولم يسب
ولم يغنم، لئن كانوا كفارًا لقد حلت له أموالهم، وإن كانوا مؤمنين لقد
حرمت عليه دماؤهم!! قال قلت وماذا؟ قالوا ومحا نفسه عن أمير المؤمنين،
فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين!! قال: قلت أرأيتم إن قرأت
عليكم من كتاب الله المحكم، وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه
وسلم ما لا تنكرون، أترجعون؟ قالوا: نعم! قال: قلت: أما قولكم إنه حكم
الرجال في دين الله فإنه يقول: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ
وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ{ إلى قوله
}يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ{ [المائدة: 95] وقال
في المرأة وزوجها: }وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا
حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا{ [النساء: 35] أنشدكم
الله أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات
بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم؟ قالوا: اللهم
في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم. قال أخرجت من هذه؟
قالوا اللهم نعم! قال: وأما قولكم إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم؟
أتسبون أمكم ثم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها؟
فقد كفرتم.
وإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم
من الإسلام، وإن الله -عز وجل- يقول:
}النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ{
[الأحزاب: 6]
فأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم، أخرجت
من هذه؟ قالوا اللهم نعم! قال وأما قولكم محا نفسه من
أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعا قريشًا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابًا،
فقال: «اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله»
فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك
عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال:
«والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب يا علي
محمد بن عبد الله» فرسول الله كان أفضل من علي..!
أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم.. فرجع منهم
عشرون ألفًا، وبقي أربعة آلاف فقتلوا..!
لا تتمنى مشهدًا غيبك الله عنه..!!
* مر رجل بالمقداد بن الأسود فقال:
طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت فالتفت إليه المقداد
فقال: ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرًا غيبه الله -عز وجل- عنه،
لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟! والله لقد حضر رسول الله صلى
الله عليه وسلم أقوام كبهم الله -عز وجل- على مناخرهم في جهنم لم
يجيبوه ولم يصدقوه.. أو لا تحمدون الله إذا أخرجكم الله -عز وجل- لا
تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم -عليه السلام- وقد كفيتم
البلاء بغيركم؟ والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد
حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية، ما يرون دينًا أفضل
من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، وفرق بين
الوالد وولده، حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرًا وقد فتح
الله -تعالى- قفل قلبه للإيمان، ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر
عينه وهو يعلم أن حميمه في النار، وأنها للتي قال الله
-عز وجل-:
}رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ{
[الفرقان: 74]..!